FORUM MÉDICAL ALGÉRIEN
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

من الضيف؟

Go down

من الضيف؟ Empty من الضيف؟

Post by mahdjouba Sun 15 Aug - 14:24

لقد أبدعت العقول منذ فجر التاريخ الإسلامي في الحديث عن شهر
رمضان المبارك بالوصف والمميزات والخصائص والفتاوى بدءاً
بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال
السلف الصالح حتى يومنا هذا لدرجة أصبحنا فيها ندرك السيرة
الذاتية لرمضان، وإننى سأفرد لها موضوعا مستقلاً إن شاء الله .

لكن جال في خاطر سؤال يربطنا بشهر رمضان :
من الضيف ؟ هل رمضان ضيفنا أم نحن ضيوف رمضان ؟
فإذا كان شهر رمضان ضيفنا ، فالضيف مكرم منذ وصوله حتى
مغادرته ، وسوف أستعرض ضيافة المسلم لهذا الشهر الفضيل .

جاء في الأثر أن السلف الصالح كانوا يدعون الله أن يبلغهم شهر
رمضان من قبل مجيئه بستة أشهر ، وهذا ما توارثناه منهم
ونحن على خطاهم نسير .
و إذا ما اقتربنا منه بشهرين نردد ما كان يقوله
صلى الله عليه وسلم
( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) ،
ففي هذين الشهرين نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان ، و كثير منا
يزيد في الدعاء و يقول : اللهم بلغنا رمضان في صحة وسلامة
وعافية وسعة رزق ، و أعنا فيه على حسن الصيام و القيام و سائر العبادات .
و في الأيام الأخيرة لشهر شعبان يجري استعداد على جميع
المستويات تهيئة نفسية وروحية ومادية، فتجهز المساجد
وبيوت الله لتحسين مكبرات الصوت وتهيئة الساحات لأداء
صلاة التراويح والتهجد والقيام، ويتجهز الأئمة بتركيز الحفظ
وإعداد الأدعية المشروعة والمسنونة والمستحدثة للتقرب بها
لله سبحانه وتعالى، وكذلك الاستعداد بالدروس التوعوية
للمسلمين حتى يعبد الله على علم ويشرحوا للناس فقه الصيام،
ويتجهز الناس بالتوبة والاستغفار وشراء المصاحف ووقفها في
بيوت الله، كما يضع كل فرد خطة إسلامية في حفظ القرآن الكريم
والقراءة والتفسير والتجويد. ويسعى كل مسلم لإعداد إفطار
للصائمين. كما يدرج بعض المسلمين في خطتهم لرمضان القيام
بزيارة المسجد النبوي الشريف أو عمرة في رمضان.

ويرتفع مستوى الاستعداد بعدم تقدم رمضان بصيام يوم
أو يومين .
وتزداد فرحتنا في استقبال هذا الشهر الفضيل عندما نتسابق
لرؤية هلاله امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا تصوموا حتى تروا الهلال... )
وقوله صلى الله عليه وسلم
( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة
شعبان ثلاثين ) .

فإذا هل هلال رمضان استبشر المسلمون وكبروا وقالوا
( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام)
وتسارع الناس في تبادل التهاني بقدوم هذا الشهر الفضيل،
وربما اغرورقت العيون بدموع فرح الاستقبال وبلوغ الشهر
المبارك، ويفتح كل مسلم صفحة بيضاء مشرقة مع الله ورسوله
والناس أجمعين. ويحكى أن شخصاً كان يبكي بشدة عند استقبال
كل رمضان، وعندما سئل عن سر بكائه قال لم أجد ما أقدمه
لرمضان لأني طيلة العام كنت منقطعاً لله فماذا أقدم لهذا الضيف
الغالي؟
حتى أجابه أحد الحكماء إن هذا البكاء هو جديد الضيافة
عندك.
فإذا كانت أول ليلة من رمضان عقد المسلمين نية الصيام وسعوا
جاهدين في امتثال التعاليم الإسلامية من تأخير السحور وتعجيل
الفطر على رطب وماء، وشرعوا في قراءة القرآن الكريم حتى
تسمع أصواتهم في بيوت الله كدوي النحل.

نعم ضيفنا الكريم، ضيفنا ثلاثون يوماً لا نكل ولا نتعب في
إكرامك، فيك نواسى الفقراء والمحتاجين. فيك نأخذ الرخص
للمسافر والحائض والنفساء والمرضى، ولكن سوف يسدد
المفطر لعذر أيامك فيما بعد. فيك يخرج الكثير زكاة أموالهم.
فيك كل مسلم يحافظ على صومه من أن يجرح. فيك الكل يتذكر
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني صائم ).
نعم ضيفنا الكريم، حللت أهلاً ونزت سهلاً في قلوب أحبتك امتثالاً
لأمر ربها وأمر رسولها صلى الله عليه وسلم فنصلي التراويح
وهي صلاة القيام وقال فيها صلى الله عليه وسلم
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر لهما تقدم من ذنبه )
فصلاها رسول الله بأصحابه ثم تركها شفقة علينا وخاف بعدها
أن تفرض حتى جمعنا عليها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب
رضي الله عنه بإمام واحد بدل ما كانت تصلى في جماعات متفرقة.
أيها الضيف الكريم، نكثر فيك الدعاء ونسأل الله تعالى العفو
الكريم العظيم الذي يحب العفو أن يعفو عنا.

تمر أيامك ولياليك سريعاً، وما تأتي العشر الأواخر إلا وترانا
نزداد في حبك حيث فيها نتحرى ليلة القدر التي هي خير من ألف
شهر ، نكرمك يا شهرنا في هذه الأيام بالاعتكاف علنا نوافق
الليلة المباركة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )
فنعتكف اقتداءً برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يشد
فيها المئزر ويحي ليله ويوقظ أهله.
ضيفنا الغالي فإذا ما أتممت أيامك بيننا وشارفت بالرحيل سالت
دموع المسلمين على فراقك، أو سالت دموعهم لعدم لقائك ثانية،
أو سالت دموعهم خوفاً من عدم القبول، أو سالت دموعهم لما
أحدثوه من تقصير في ضيافتك وحقك العظيم.
نودعك يا ضيفنا وبودنا لن نودعك، ولكن هي سنة الحياة الدنيا
التي سنها رب العزة والجلال، ولكن نودعك بامتثال أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فرض زكاة الفطر لكل
مسلم، فنخرجها صاعاً من تمر أو شعير أو من قوت أهل البلد
قبل صلاة عيد الفطر المبارك.
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
لا لا لا لن نودعك بسهولة، بل نودعك بالتكبير والتهليل والتحميد
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نرفع
أصواتنا بها ذكوراً وصبيانا، ويشاركنا الإناث ولو كن بأعذار في
هذا الوداع الكبير، الوداع الذي نخرج فيه صبيحة يوم العيد بعد
أن نأكل تمرات، ونصلي صلاة العيد بلا أذان أو إقامة ونستمع
لخطبة الإمام في مصلى العيد خارج المدينة، فنخرج من طريق
ونعود من آخر وكلنا يردد
( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا،
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثرا ).

نودعك بتبادل التهاني أن قد استضفنا شهراً كريماً،
ونستذكر كيف استضفناك.
نودعك يا رمضان بان نصوم اختياراً ستة أيام شهر شوال،
لكن معظم المسلمين حريصين عليها لقوله صلى الله عليه وسلم
( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر ).

ولا نقف في وداعك يا رمضان عند هذا الحد، بل نواصل الدعاء
خمسة شهور بأن يتقبل الله ضيفتنا لك، فبذلك تكون يا رمضان
عمرت سنة كاملة في قلوبنا وأرواحنا.
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة ومدية وقد تحقق
لكل منا مراده وللأمة الإسلامية عزها ومجدها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم د . عبدالله مراد العطرجي[
منقول للافادة
avatar
mahdjouba
Rester sympas ;je suis un nouveau membre

Medaille0
Female
Filière : Biologie
Niveau : 5ème Année
Messages : 19
Points : 23
Date d'inscription : 2010-07-23
Réputation : 0
Age : 35
Localisation : chlef
Niveau d'avertissement : aucun  avertissement

Back to top Go down

Back to top


 
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum