للصائم فرحتان..
Page 1 of 1
للصائم فرحتان..
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله تعالى عنه قَالَ:قَالَ رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم: (( كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ لي، وَأَنا أجزي بِهِ. وَالصِّيَام جنَّة. وَإِذا كَانَ يَوْم صَوْم أحدكُم فَلَا يرْفث وَلَا يصخب، فَإِن سابه أحدٌ أَو قَاتله فَلْيقل: إِنِّي صَائِم. وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من ريح الْمسك.
للصائم فرحتان يفرحهما: إِذا أفطر فَرح بفطره، وَإِذا لَقِي ربه فَرح بصومه )) متفق عليه.
، و في رواية له: (( يترك طعامه، و شرابه، و شهوته، من أجلي، الصيام لي و أنا أجزي به، و الحسنة بعشر أمثالها)).
و في رواية لمسلم: (( كل عمل ابن آدم يُضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: ((إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به: يدع شهوته و طعامه من أجلي.للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، و فرحة عند لقاء ربه. و لخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)).
----------------------------------------------------
*مفردات الحديث :
قوله جنة ٌ أي وقايةٌ وحصنٌ من الوقوع في المعاصي ، بمعنى أنه أَدْعى إلى التوبة والطاعة والانقياد إلى ما يرضي الله تعالى .
فلا يرفث : أي لا يفحش في القول .
ولايصخب : أي لايصيح .
خلوف فم الصائم : تغير رائحة الفم .
-------------------------------------------------------
~الشـــــــــــــــــــــرح~
روى أبي هريرة هذا الحديث عن رسول الله صل الله عليه و سلم، و بين فيه العديد من الفوائد، و من فوائد الحديث:
*أولا: أن الله-سبحانه و تعالى- جعل الصوم له، و عمل ابن آدم الآخر-أي غير الصوم- لابن آدم.
و معنى ذلك: ان الصيام يختصه الله-سبحانه و تعالى- من بين سائر الأعمال، لأنه-أي الصيام- أعظم العبادات إخلاصاً؛ فإنه سرٌ بين الإنسان و بين ربه، لأن الإنسان لا يُعلَم إذا كان صائماً أو مفطراً، هو مع الناس يذهب و يأتي، و يخرج و يدخل ولا يُعلَم به، نيته باطنة، فلذلك كان أعظم إخلاصاً، قال بعض العلماء:
و معناه: إذا كان الله سبحانه و تعالى يوم القيامة، و كان على الإنسان مظالم للعباد، فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام، فإنه لا يؤخذ منه شئ، لأنه لله عز وجل و ليس للإنسان، و هذا معنى جيد و جميل يوضح عظمة هذه العبادة عند الله.، فالصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شئٌ.
*ثانيا: أن عمل بني آدم يجزي به الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم، فإنه يُعطى أجره بغير حساب، يعني: أنه يضاعف أضعافاً كثيرة.
قال أهل العلم: و ذلك لان الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة، ففيه صبر على طاعة الله، و صبر عن معصية الله، و صبر على أقدار الله.
-أما الصبر على طاعة الله: فلأن الإنسان يحمل نفسه على الصيام مع كراهته له أحيانا، يكرهه لمشقته، لا لأن الله فرضه، و لو كره الإنسان الصوم لان الله فرضه لحبط عمله، لكنه كرهه لمشقته، و مع ذلك يحمل نفسه عليه، فيصبر عن الطعام و الشراب و النكاح لله عز وجل، و لهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي:
((يترك طعامه و شرابه و شهوته من أجلي)).
-أما الصبر عن معصية الله: و هذا حاصل للصائم، فإنه يصبر عن نفسه عن معصية الله عز وجل، فيتجنب اللغو و الرفث و الجهل و الزور و غير ذلك من محارم الله.
-أما الصبر على أقدار الله: و ذلك أن الإنسان يصيبه في حال الصوم-ولا سيما في أيام الصيف الطويلة الحارة- من الكسل و الملل و العطش ما يتألم منه و يتأذى به، و لكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله.
فلما اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة كان أجره بغير حساب، قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).
*ثالثا: من الفوائد التي اشتمل عليها الحديث أن للصائم فرحتين: الفرحة الاولى عند فطره إذا أفطر، يفرح بفطره من وجهين:
-الوجه الاول: انه أدى فريضة من فرائض الله، و أنعم الله بها عليه، و كم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يحصل له، و هذا قد منّ الله عليه بالصوم، فصام، فهذه نعمة، فكم من إنسان شرع في الصوم و لم يتمّه، فإذا أفطر فرح لانه ادى فريضة من فرائض الله.
-و الوجه الثاني: فهو يفرح أيضا فرحا آخر، و هو أن اله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل و المشارب و المناكح، بعد ان كان ممنوعا منها.
فهاتان فرحتان في الفطر:
الاولى: ان الله منّ عليه بإتمام هذه الفريضة.
الثانية: أن الله منّ عليه بما أحلّ له من محبوباته من طعام و شراب و نكاح.
*رابعا: أن من فوائد الحديث: الإشارة إلى فوائد الصوم و إلى الحكمة من فرض الصوم، حيث قال:
((فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب)) يعني: لا يقول قولاً يأثم به و لا يصخب فيتكلم بكلام صخب، بل يكون وقوراً مطمئناً متأنياً، فإن سابه أحد أو شاتمه فلا يرفع صوته عليه بل يقول: إني صائم،
يقول ذلك؛ لئلا يتعالى عليه الذي سابّه، كأنه يقول: أنا لست عاجزا عن أن أقابلك بما سببتني به و لكني صائم، يمنعني صومي من الرد عليك، و على هذا فيقوله جهراً.
كذلك أيضا إذا قال: ((إني صائم)) يُردع نفسه عن مقابلة هذا الذي سابّه. كانه يقول لنفسه: (إني صائم، فلا تردّي يا نفسي عن هذا الذي سبّ) و هذا أيضا معنى جليل عظيم،
و لهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا راى من الدنيا ما يعجبه و خاف أن تتعلّق نفسه بذلك، قال:
(( لبّيك إن العيش عيش الآخرة)).
فالنفس مجبورة على محبة ما تميل إليه، و شهواتها، فإذا راى ما يعجبه من الدنيا فليقل: ((لبيك)) يعني إجابة لك يارب، ((إن العيش عيش الآخرة)) و أما عيش الدنيا فإنه زائل و فان.
و أخيرا فنوضح لكم إخوتنا في الله، أن في هذا الحديث نوعان من أنواع الحديث: ألفاظ قدسية من كلام الله-عز وجل- التي رواها النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه، و ألفاظ نبوية من عند النبي صلى الله عليه و سلم) .. و الله أعلم.
--------------------------------------------------------
تقبل الله صيامنا و إياكم إن شاء الله..
-
للصائم فرحتان يفرحهما: إِذا أفطر فَرح بفطره، وَإِذا لَقِي ربه فَرح بصومه )) متفق عليه.
، و في رواية له: (( يترك طعامه، و شرابه، و شهوته، من أجلي، الصيام لي و أنا أجزي به، و الحسنة بعشر أمثالها)).
و في رواية لمسلم: (( كل عمل ابن آدم يُضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: ((إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به: يدع شهوته و طعامه من أجلي.للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، و فرحة عند لقاء ربه. و لخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)).
----------------------------------------------------
*مفردات الحديث :
قوله جنة ٌ أي وقايةٌ وحصنٌ من الوقوع في المعاصي ، بمعنى أنه أَدْعى إلى التوبة والطاعة والانقياد إلى ما يرضي الله تعالى .
فلا يرفث : أي لا يفحش في القول .
ولايصخب : أي لايصيح .
خلوف فم الصائم : تغير رائحة الفم .
-------------------------------------------------------
~الشـــــــــــــــــــــرح~
روى أبي هريرة هذا الحديث عن رسول الله صل الله عليه و سلم، و بين فيه العديد من الفوائد، و من فوائد الحديث:
*أولا: أن الله-سبحانه و تعالى- جعل الصوم له، و عمل ابن آدم الآخر-أي غير الصوم- لابن آدم.
و معنى ذلك: ان الصيام يختصه الله-سبحانه و تعالى- من بين سائر الأعمال، لأنه-أي الصيام- أعظم العبادات إخلاصاً؛ فإنه سرٌ بين الإنسان و بين ربه، لأن الإنسان لا يُعلَم إذا كان صائماً أو مفطراً، هو مع الناس يذهب و يأتي، و يخرج و يدخل ولا يُعلَم به، نيته باطنة، فلذلك كان أعظم إخلاصاً، قال بعض العلماء:
و معناه: إذا كان الله سبحانه و تعالى يوم القيامة، و كان على الإنسان مظالم للعباد، فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام، فإنه لا يؤخذ منه شئ، لأنه لله عز وجل و ليس للإنسان، و هذا معنى جيد و جميل يوضح عظمة هذه العبادة عند الله.، فالصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شئٌ.
*ثانيا: أن عمل بني آدم يجزي به الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم، فإنه يُعطى أجره بغير حساب، يعني: أنه يضاعف أضعافاً كثيرة.
قال أهل العلم: و ذلك لان الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة، ففيه صبر على طاعة الله، و صبر عن معصية الله، و صبر على أقدار الله.
-أما الصبر على طاعة الله: فلأن الإنسان يحمل نفسه على الصيام مع كراهته له أحيانا، يكرهه لمشقته، لا لأن الله فرضه، و لو كره الإنسان الصوم لان الله فرضه لحبط عمله، لكنه كرهه لمشقته، و مع ذلك يحمل نفسه عليه، فيصبر عن الطعام و الشراب و النكاح لله عز وجل، و لهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي:
((يترك طعامه و شرابه و شهوته من أجلي)).
-أما الصبر عن معصية الله: و هذا حاصل للصائم، فإنه يصبر عن نفسه عن معصية الله عز وجل، فيتجنب اللغو و الرفث و الجهل و الزور و غير ذلك من محارم الله.
-أما الصبر على أقدار الله: و ذلك أن الإنسان يصيبه في حال الصوم-ولا سيما في أيام الصيف الطويلة الحارة- من الكسل و الملل و العطش ما يتألم منه و يتأذى به، و لكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله.
فلما اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة كان أجره بغير حساب، قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).
*ثالثا: من الفوائد التي اشتمل عليها الحديث أن للصائم فرحتين: الفرحة الاولى عند فطره إذا أفطر، يفرح بفطره من وجهين:
-الوجه الاول: انه أدى فريضة من فرائض الله، و أنعم الله بها عليه، و كم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يحصل له، و هذا قد منّ الله عليه بالصوم، فصام، فهذه نعمة، فكم من إنسان شرع في الصوم و لم يتمّه، فإذا أفطر فرح لانه ادى فريضة من فرائض الله.
-و الوجه الثاني: فهو يفرح أيضا فرحا آخر، و هو أن اله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل و المشارب و المناكح، بعد ان كان ممنوعا منها.
فهاتان فرحتان في الفطر:
الاولى: ان الله منّ عليه بإتمام هذه الفريضة.
الثانية: أن الله منّ عليه بما أحلّ له من محبوباته من طعام و شراب و نكاح.
*رابعا: أن من فوائد الحديث: الإشارة إلى فوائد الصوم و إلى الحكمة من فرض الصوم، حيث قال:
((فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب)) يعني: لا يقول قولاً يأثم به و لا يصخب فيتكلم بكلام صخب، بل يكون وقوراً مطمئناً متأنياً، فإن سابه أحد أو شاتمه فلا يرفع صوته عليه بل يقول: إني صائم،
يقول ذلك؛ لئلا يتعالى عليه الذي سابّه، كأنه يقول: أنا لست عاجزا عن أن أقابلك بما سببتني به و لكني صائم، يمنعني صومي من الرد عليك، و على هذا فيقوله جهراً.
كذلك أيضا إذا قال: ((إني صائم)) يُردع نفسه عن مقابلة هذا الذي سابّه. كانه يقول لنفسه: (إني صائم، فلا تردّي يا نفسي عن هذا الذي سبّ) و هذا أيضا معنى جليل عظيم،
و لهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا راى من الدنيا ما يعجبه و خاف أن تتعلّق نفسه بذلك، قال:
(( لبّيك إن العيش عيش الآخرة)).
فالنفس مجبورة على محبة ما تميل إليه، و شهواتها، فإذا راى ما يعجبه من الدنيا فليقل: ((لبيك)) يعني إجابة لك يارب، ((إن العيش عيش الآخرة)) و أما عيش الدنيا فإنه زائل و فان.
و أخيرا فنوضح لكم إخوتنا في الله، أن في هذا الحديث نوعان من أنواع الحديث: ألفاظ قدسية من كلام الله-عز وجل- التي رواها النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه، و ألفاظ نبوية من عند النبي صلى الله عليه و سلم) .. و الله أعلم.
--------------------------------------------------------
تقبل الله صيامنا و إياكم إن شاء الله..
-
Etoile filante- V.I.P
-
Filière : Médecine
Niveau : Interne
Messages : 258
Points : 490
Date d'inscription : 2009-12-23
Réputation : 7
Localisation : dans mon esprit
Niveau d'avertissement :
Page 1 of 1
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum